أَقْبَلَ العيدُ فأقبلي يا سحابةْ
نحو قلبٍ معذّبٍ بالصبابةْ
صامَ دهراً وقد جفَفَتْهُ الأماني
إنْ أتى قربها أقامتْ عذابهْ
لاذَ بالصمتِ والأحاسيسُ فيهِ
ماخراتٌ على بحور المهابةْ
إنْ أتى ليلهُ تفَطّرَ همّاً
يرقبُ الفجرَ أن يشيبَ شبابهْ
قرَأَتْ همَّهُ النجومُ وصارتْ
حين ترجو الخفاء تتلو كتابهْ
هل سمعتِ أنينهُ عند فجرٍ
أيقظَ الشمسَ لا تطيقُ مصابهْ
فامطري فوقهُ ببردٍ وكُفّي
عنكِ إملاقكِ المُعِّلَ ترابهْ
ما تريدين في صدودك عنهُ
غير تلويعهِ الذي قد أذابهْ
تزرعين الحراب ورداً بقلبٍ
ما رأى في الحراب معنى الحرابةْ
قد رأى في الحراب أغصان وردٍ
مائساتٍ لثَمْنَ شغْفاً رضابهْ
كيف لو تزرعين ورداً بوُدٍّ
أو تحسِّين بالكفوف اضطرابهْ
كيف لو يلتقي ببسمة غنْجٍ
أو بكَفٍ أنال منكِ شرابهْ
أو تقولين في عشيّة العيد أهلاً
عيدُكَ السعدُ في أرقِّ انسكابةْ